On peut dire que c’est une première en Tunisie, un chanteur connu et aimé par une bonne partie du peuple qui a arrêté sa carrière afin de satisfaire Dieu. Beaucoup de tunisiens sont étonné de voir un tel cas. On a longtemps vu des chanteurs, des acteurs au moyen orient et surtout en Egypte arrêter la chanson ou le cinéma pour sortir du milieu qui est dans la plus part des cas malsains dans le quelles ils travaillent. Certes on a vu plusieurs acteurs, joueurs de foot, ou mêmes de personnalités devenir pratiquantes, mais dans la plus part des cas ils se font discret.
Il est étonnant de voir, un chanteur qui est au top de sa carrière, avoir des centaines de milliers de fans, de l’argent, la jeunesse et changer son rythme de vie pour satisfaire son Dieu.
Les conclusions qu’on peut en tirer est que :
- Contrairement à ce qu’on pense on ne devient pas pratiquant parce que on est pauvre, malheureux, vieillard et sans emploi. Des cas comme ça renfonce notre conviction que la religion procure un sentiment de satisfaction personnel et rempli un vide qi’il ne peut être remplie autrement.
- Dire qu’une personne est devenue pratiquante après avoir vécu et fait les 400 coups, renforce notre conviction que Dieu est clément et qu’il ne faut jamais avoir désespérés de sa clémence et de sa miséricorde.
On espère que Fawzi Ben Gamra, servira d’exemples pour nous tous afin de voir que la vie n’est pas uniquement des X5, des villas à Hammamet et des sorties en Boite et que malgré ça, on peut vivre.
فنان تونسي: بعت الشهرة واشتريت رضا الله
محمد الحمروني
بن قمرة يحكي قصة اعتزاله لمراسل إسلام أون لاين
فضّل هجر مظاهر البذخ والحفلات والشهرة والبهرجة الإعلامية، والتفرغ للعبادة والقراءة والدعوة إلى الله، رغم أن الإسلام لم يحرم الفن الهادف.
قصة فريدة يتناقلها محبّو فنه الشعبي الذي تميز به في أرجاء تونس، وتحوّلٌ ملفت للانتباه في وسط فني كثيرا ما تتوجه إليه سهام النقد.
لم يكن قرار الفنان الشعبي التونسي فوزي بن قمرة باعتزال الغناء حدثا عاديا، لا بالنسبة لأصدقائه ولا لعائلته ولا لآلاف المحبّين والمعجبين؛ فقد كان بمثابة الزلزال الذي هزّ الكثيرين في صمت، وخاصة أنها التجربة الأولى في تونس التي يتّخذ فيها فنان، وهو في قمة شهرته وعزّ شبابه، قرارا بالاعتزال.
اعتبر أصدقاؤه هذا التحول معجزة، في حين ظنّت عائلته أنه قرار ظرفي، أما هو فكان يعتقد أنه اهتدى أخيرا إلى الطريق الذي لطالما أراد.
كيف عاش بن قمرة هذه التجربة؟ وكيف كانت ردود الأقارب والأصدقاء؟ وكيف يقضي بن قمرة أوقاته بعد أن ترك الغناء؟ هذه بعض الأسئلة التي حاولنا أن نجد الإجابة عنها لدى ضيفنا، وهو يروي لنا قصة خلاصتها قول الله تعالى: {وَالآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (الأعلى: 17).
وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" قال فوزي بن قمرة: "أنا شاب تونسي ظهرت عليه ميول للفن الشعبي الذي يسمّى عندنا في تونس بالـ"مزود" فانخرطت فيه، وتمكنت بفضل ما منّ به الله عليّ من طاقة صوتية، وتشبّع بالإيقاعات الشعبية التونسية، حتى أنجزت في فترة قصيرة نسبيا نجاحا كبيرا. أُعجب الكثيرون بطريقتي الجديدة في أداء الأغاني والرقصات التونسية؛ وهو ما أكسبني شهرة واسعة وجعلني، بشهادة الجميع، أتربع على عرش الغناء الشعبي التونسي لعشر سنوات كاملة".
رصيد الماضي من الطاعة
وعن حياته قبل ترك الغناء قال بن قمرة: "كنت أعيش ككل الفنانين المشهورين؛ عمل وشهرة وأموال وعلاقات كثيرة ومتنوعة وسفر، وعدد كبير من المعجبين والمحبين". ويصف بن قمرة علاقته بالآخرين فيقول: "كنت متواضعا وأعامل الناس بخلق حسن، والأهمّ من ذلك أنّي كنت جادا في عملي منضبطا في حياتي وسلوكياتي الشخصية، وكنت أتلقى النقد والإطراء بنفس الروح الموضوعية؛ وهي عوامل ساعدت كثيرا على سرعة انتشاري...".
والسؤال هو: ما سر التحول الذي طرأ على حياة بن قمرة؟ من المؤكد أن ثمة ظروفا وعوامل ساعدته، وهذا ما كشف عنه مشيرا: "العوامل عديدة ولعل أهمها: ظروف التنشئة؛ لقد نشأت في بيئة تونسية متوسطة ماديا، ومحافظة على قيمها وعاداتها العربية الإسلامية، ومن بينها الحرص منذ الصغر على أداء الواجبات الدينية رغم فترات الانقطاع من حين لآخر، غفر الله لنا جميعا".
وتابع: "لم أترك الصلاة خلال الأربع سنوات الأخيرة، وبدأ ينتابني قلق كبير، وحالة من عدم الرضا عن النفس لما كنت أقدمه من غناء، وبدأت نفسي تملّ الأجواء التي كنت أعيشها، وبدأت رحلة البحث عن حلّ".
هنا أخذ فوزي نَفَسًا عميقا وتغيرت ملامحه، وبدا كأنه يستعرض في صمت شريط الذكريات الخاص بتلك المرحلة من حياته، ثم قال في صوت متقطّع: "لم تكن المهمة سهلة، وأحسست بالحاجة إلى سند ودعم من الذي يملك ناصية القلوب ويقلبها كيف شاء. وبمساعدة بعض أصدقاء الخير -الذين لن أنسى لهم مثل هذا الفضل- توجهت إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان من سنة 2001، السنة التي تركت فيها الغناء".
عاهدت الله في مكة
ويصف فوزي لحظات الحسم بين الإقبال على الدنيا أو التوجه إلى الآخرة فيقول: "لأن المعركة مع الدنيا ومع النفس ومع الشيطان لم تكن سهلة، لم أتمكن حتى وأنا في مكة من حسم الموقف، ولم أستطع اتخاذ القرار بالاعتزال وترك الغناء، ولكن الله أراد بي خيرا، وهو الذي هداني لزيارة بيته الحرام، خرجت في ليلة من ليالي رمضان الكريم –أظنها كانت ليلتي الأخيرة بمكة- إلى الحرم المكي وصليت الصبح، وبينما كنت ساجدا في الركعة الأخيرة على ما أذكر، إذا بشيء غريب يحدث بداخلي، وشعرت بقوة عجيبة تتملكني، واندفعت في الدعاء والابتهال إلى الله لكي يساعدني، وإذا بي أعاهده، وإذا بالعهد يخرج من فمي إلى رب العزة ألا أعود إلى الغناء، وظللت أدعوه وأنا ببيته الحرام أن يعينني على ما عزمت".
وعلق على هذا الزلزال النفسي الذي ظل يعانيه حتى استقر على قراره: "كان صراعا رهيبا وصعبا، وكان قرارا غاية في الخطورة، ورغم كل ذلك فإني قررت ألا أتراجع؛ فقد عاهدت الخالق سبحانه وتعالى".
واحة النفس المطمئنة
وعن وضعه الآن بعد الاعتزال، يذكر بن قمرة أنه مرتاح جدا، ويشعر بسعادة لم يعهدها من قبل، وأن الإيمان فتح في قلبه ثمار الراحة والطمأنينة اللذَيْن لم تستطع أن تحققه له الأموال والشهرة. ولاحظ أن بعض الناس -ممن لم يذوقوا حلاوة الإيمان- يستغربون تركه للمال والشهرة، ويسألونه إن كان ينتابه أحيانا شعور بالندم على ما فعل.
ويقضي فوزي الآن أوقاته بين العمل وحفظ القرآن الكريم، والتفقّه في الدين، والدعوة إلى الله، كما يخصّص جزءا من وقته لرعاية أبنائه وتربيتهم في بيئة سليمة ومؤمنة، كما قال وأضاف: "الحمد لله رب العالمين، تمكنت خلال هذه الفترة من زيارة الأماكن المقدسة مرات عدّة سواء للحج أو للعمرة، وأنا الآن متفرغ بالكامل تقريبا للدعوة إلى الله، وقمت في هذا الصدد بجولة في تونس، كما قمت بزيارتين إلى المغرب للدعوة إلى الله".
وردا عن سؤال حول إمكانية أن يستثمر موهبته الفنية في الإنشاد الديني، قال بن قمرة: "النيّة موجودة، وأتمنى المساهمة في أعمال من الإنشاد الديني تكون هامة وجادة، وبذل الجهد في كل ما يخدم الإسلام".
وقع المفاجأة
بن قمرة في إحدى الحفلات قبل الاعتزال
وعن كيفية تقبل العائلة لقرار الاعتزال يقول بن قمرة: "لما عدت من العمرة، بعد أن وفقني الله على ما عزمت، اجتمعت بالعائلة وأبلغتهم أني جئتهم بهدية كبيرة لا توصف ولا تصدق، وأعلمتهم أني قررت ترك الغناء إلى الأبد بإذن الله".
كان رد العائلة في البداية شبه عادي، وكانوا يتصورون أن المسألة لا تعدو حماسة إيمانية لعائد من البقاع المقدسة، ومع مرور الوقت بدءوا يستشعرون جدية الموقف؛ خاصة عندما كانوا يستمعون إليّ وأنا أرفض عروض إحياء الحفلات سواء في تونس أو خارجها، عندها أحسوا كأن مصيبة كبيرة وقعت عليهم".
وفي هذا السياق، قصّ علينا أخوه الأكبر أحمد بن قمرة: "كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا؛ فقد كان فوزي في قمة شهرته وشبابه، وكنا نتمنى لو أخّر هذا القرار ولو قليلا، وخاصة أن عددا كبيرا من أفراد العائلة كانوا يعملون معه في الفرقة".
وأضاف أحمد: "كانت لي به علاقة وطيدة، وكنت أرافقه في كل أعماله بحكم العمل معه كضابط إيقاع في الفرقة، وأشرف معه على كل كبيرة وصغيرة فيها. وبدأ فوزي منذ سنة 1996 يُسِر إليّ برغبته في التخلي عن الغناء، وكان يكثر من الدعاء ومن طلب العون من الله لكي يساعده على أخذ قرار الاعتزال".
وختم أحمد بالقول: "أنا سعيد جدا بالقرار الذي اتخذه أخي؛ لأن ذلك هو الطريق الصحيح، وهو لم يفقد عمليا أي شيء مما كان لديه من قبل؛ فمحبّوه الآن أكثر من قبل، واحترامهم له زاد؛ لأنهم اكتشفوا فيه خصالا أخرى زادتهم حبا واحتراما له، ولم يتأثر ماديا من اعتزاله، بل على العكس رزقه الله من حيث لا يحتسب".
وفي آخر اللقاء أصر ضيفنا على أن يتوجه برسالة إلى أصدقائه الفنانين في تونس وبقية الدول العربية قائلا: "ما قيمة الفنان إذا كان مشهورا بين العباد في الدنيا وليست له عند الله أية قيمة؟ وما قيمة الفوز والنجاح في الدنيا إذا كان نصيبنا من الآخرة الخسران المبين؟".
يذكر أن بن قمرة قد وفق في الفترة من 1990-2001 إلى إقامة عشرات الحفلات، جاب خلالها مختلف أرجاء البلاد، وتمكن من إحياء ست حفلات في مهرجان قرطاج الدولي، كما أحيا بنجاح مجموعة من الحفلات بعدد من المدن الفرنسية والإيطالية والهولندية والألمانية.
Source : www.islam-online.net